مستحبات التشييع والدفن
الصلاة على الميت
شروطها
يستحب في صلاة الميت أن تصلى جماعة، ويعتبر على الأحوط لزوماً أن يكون الإمام جامعاً لجميع شرائط الإمامة من البلوغ والعقل والإيمان وطهارة المولد وغيرها، ( ولا يعتبر أن يكون عادلاً ) ، وأن يكون المصلي قائماً، فلا تصح صلاة غير القائم إلا مع عدم التمكن من صلاة القائم ،
صفتها
ويجب في صلاة الميت خمس تكبيرات :
أن يكبّر أولاً، ويتشهد الشهادتين،
ثم يكبّر ثانياً ويصلي على النبي (صلّى الله عليه وآله)،
ثم يكبّر ثالثاً ويدعو للمؤمنين،
ثم يكبّر رابعاً ويدعو للميت،
ثم يكبّر خامساً وينصرف.
التشييع
يستحب إعلام المؤمنين بموت المؤمن ليشيعوه، ويستحب لهم تشييعه، وقد ورد في فضله أخبار كثيرة، ففي بعضها: من تبع جنازة أعطي يوم القيامة أربع شفاعات، ولم يقل شيئاً إلا وقال المَلَك: ولك مثل ذلك. و في بعضها: أن أول ما يتحف به المؤمن في قبره أن يغفر لمن تبع جنازته.
آداب التشييع
للتشييع آداب كثيرة ، مثل:
أن يكون المشيع ماشياً خلف الجنازة،
خاشعاً متفكراً،
حاملاً للجنازة على الكتف،
قائلاً حين الحمل: بسم الله وبالله وصلى الله على محمد وآل محمد، اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ،
وان يربع الجنازة بأن يحملها من جميع جوانبها الاربعة فقد ورد في الكافي عن أبي جعفر (ع) قال: مَن حمل جنازةً من أربع جوانبِها غفر اللهُ له أربعينَ كبيرة ، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) : من تبع جنازة كتب الله (من الأجر) له أربع قراريط: قيراط باتّباعه (إيّاها)، وقيراط للصلاة عليها، وقيراط بالانتظار حتّى يفرغ من دفنها، وقيراط للتعزية
مكروهات التشييع
يكره الضحك واللعب، واللهو
يكره الإسراع في المشي،
يكره أن يقول: ارفقوا به، واستغفروا له،
يكره الركوب والمشي قدام الجنازة،
يكره الكلام بغير ذكر الله تعالى والدعاء والاستغفار.
مستحبات الدفن
* يستحب أن توضع الجنازة دون القبر بذراعين أو ثلاثة أو أزيد من ذلك
ثم تنقل قليلاً وتوضع
ثم تنقل قليلاً وتوضع
ثم تنقل في الثالثة مترسلاً ليأخذ الميت أهبته ، بل يكره أن يدخل في القبر دفعة فإن للقبر أهوالاً عظيمة.
* إن كان الميت رجلاً يوضع في الدفعة الأخيرة بحيث يكون رأسه عندما يلي رجلي الميت في القبر ثم يدخل في القبر طولاً من طرف رأسه أي يدخل رأسه أوّلاً ، وإن كان إمرأة توضع في طرف القبلة ثم تدخل عرضا.
* أن يسلّ من نعشه سلاّ فيرسل إلى القبر برفق. ويقرأ عند سل الجنازة « بِسْمِ الله وَبِالله وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ الله (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) اللهمَّ إِلَى رَحْمَتِكَ لاَ إِلَى عَذَابِكَ اللهمَّ افْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَلَقِّنْهُ حُجَّتَهُ وَثَبِّتْهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ وَقِنَا وَإِيَّاهُ عَذَابَ الْقَبْرِ وَأَلْحِقْهُ بِنَبِيِّهِ (صلّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) ، اللهمَّ إِنْ كَانَ مُحْسِناً فَزِدْ فِي إِحْسَانِهِ وَإِنْ كَانَ مُسِيئاً فَاغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ وَتَجَاوَزْ عَنْهُ ، اللهمَّ هَذَا عَبْدُكَ( فُلاَنٌ وَابْنُ عَبْدِكَ) قَدْ نَزَلَ بِكَ وَأَنْتَ خَيْرُ مَنْزُولٍ بِهِ وَقَدِ احْتَاجَ إِلَى رَحْمَتِكَ اللهمَّ وَلاَ نَعْلَمُ مِنْهُ إِلاَّ خَيْراً وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِسَرِيرَتِهِ وَنَحْنُ الشُّهَدَاءُ بِعَلاَنِيَتِهِ اللهمَّ فَجَافِ الأرْضَ عَنْ جَنْبَيْهِ وَلَقِّنْهُ حُجَّتَهُ وَاجْعَلْ هَذَا الْيَوْمَ خَيْرَ يَوْمٍ أَتَى عَلَيْهِ وَاجْعَلْ هَذَا الْقَبْرَ خَيْرَ بَيْتٍ نَزَلَ فِيهِ وَصَيِّرْهُ إِلَى خَيْرٍ مِمَّا كَانَ فِيهِ وَوَسِّعْ لَهُ فِي مَدْخَلِهِ وَآنِسْ وَحْشَتَهُ وَاغْفِرْ ذَنْبَهُ وَلاَ تَحْرِمْنَا أَجْرَهُ وَلاَ تُضِلَّنَا بَعْدَهُ. »
ويقرأ عند معاينة القبر : « اللهم اجعله روضة من رياض الجنة ، ولا تجعله حفرة من حفر النار »
ويقرأ اذا وضع عَلَيْهِ اللَّبِنَ ( اللهمَّ صِلْ وَحْدَتَهُ وَآنِسْ وَحْشَتَهُ وَأَسْكِنْ إِلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً تُغْنِيهِ عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِوَاكَ) فَإِذَا خَرَجْ المباشر مِنْ قَبْرِهِ فليقل:(إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ اللهمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ وَاخْلُفْ عَلَى عَقِبِهِ فِي الْغَابِرِينَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ).
* أن تحل عقد الكفن بعد الوضع في القبر ، ويبدأ من طرف الرأس ، وأن يحسر عن وجهه ويجعل خده على الأرض ويعمل له وسادة من تراب ، وأن يسند ظهره بلبنة أو مدرة لئلا يستلقي على قفاه.
* تلقينه بعد الوضع في اللحد قبل الستر باللبن ، بأن يضرب بيده على منكبه الأيمن ويضع يده اليسرى على منكبه الأيسر بقوة ويدني فمه إلى اذنه ويحركه تحريكاً شديداً ثم يبدأ بتلقينه بالعقائد الحقة
* أن يخرج المباشر من طرف الرجلين ، فإنه باب القبر.
* أن يكون من يضعه في القبر على طهارة مكشوف الرأس نازعاً عمامته ورداء ونعليه بل وخفيه إلا لضرورة.
* أن يهيل غير ذي رحم ممن حضر التراب عليه بظهر الكف قائلا : «: اللّهمّ ايماناً بك، وتصديقاً لرسلك، وايقاناً ببعثك، هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله»، فعن علي (عليه السلام) قال: من فعل هذا كان له بمثل كلّ ذرّة من التراب حسنة ، ويكره لأهل الميت اهالة التراب فإنه يورث قساوة القلب
* أن يكون المباشر لوضع المرأة في القبر محارمها أو زوجها ، ومع عدمهم فأرحامها ، وإلا فالأجانب ، ولا يبعد أن يكون الأولى بالنسبة إلى الرجل الأجانب.
* رفع القبر عن الأرض بمقدار لايزيد عن أربع أصابع مفرجة ( حوالي 15سم).
* تربيع القبر بمعنى كونه ذا أربع زوايا قائمة وتسطيحه ، ويكره تسنيمه
* أن يرشّ عليه الماء ، والأولى أن يبستقبل القبلة ويبتدئ بالرش من عند الرأس إلى الرجل ثم يدور به على القبر حتى يرجع إلى الرأس ثم يرشّ على الوسط ما يفضل من الماء ، ولا يبعد استحباب الرشّ إلى أربعين يوماً .
* : أن يضع الحاضرون بعد الرشّ أصابعهم مفرجات على القبر بحيث يبقى أثرها ، والأولى أن يكون مستقبل القبلة ومن طرف رأس الميت ، واستحباب الوضع المذكور آكد بالنسبة إلى من لم يصلّ على الميت ، وإذا كان الميت هاشمياً فالأولى أن يكون الوضع على وجه يكون أثر الأصابع أزيد بأن يزيد في غمز اليد ، ويستحب أن يقول حين الوضع : « بسم الله ختمتك من الشيطان أن يدخلك »
وأيضاً يستحب أن يقرأ مستقبلاً للقبلة سبع مرات إنا انزلناه
وأن يستغفر له ويقول : « اللهم جاف الأرض عن جنبيه ، واصعد إليك روحه ، ولقه منك رضواناً ، وأسكن قبره من رحمتك ما تغنيه به عن رحمة من سواك »
ويقول : « اللهم ارحم غربته ، وصل وحدته ، وآنس وحشته ، وآمن روعته ، وأفض عليه من رحمتك ، وأسكن إليه من برد عفوك وسعة غفرانك ورحمتك ما يستغني بها عن رحمة من سواك واحشره مع من كان يتولاه »
ولا يختص هذه الكيفية بحالة الدفن ، بل يستحب عند زيارة كل مؤمن قراءة إنا أنزلناه سبع مرات وطلب المغفرة وقراءة الادعية المذكورة.
* : أن يلقنه الولي أو من يأذن له تلقيناً آخر بعد تمام الدفن ورجوع الحاضرين بصوت عال بنحو ما ذكر ، فإن هذا التلقين يوجب عدم سؤال النكيرين منه ، فالتلقين يستحب في ثلاثة مواضع :
حال الاحتضار
وبعد الوضع في القبر
وبعد الدفن ورجوع الحاضرين ،
ويستحب الاستقبال حال التلقين ، وينبغي في التلقين بعد الدفن وضع الفم عند الرأس وقبض القبر بالكفين.
* يستحب المباشرة لحفر قبر المؤمن ، ففي الخبر : « من حفر لمؤمن قبراً كان كمن بوّأه بيتاً موافقاً إلى يوم القيامة ».
* الصدقة عن الميت بعد الدفن مباشرة
* : صلاة الهدية ليلة الدفن ، وهي ركعتان يقرأ في الأولى الحمد وآية الكرسي وفي الثانية الحمد والقدر عشر مرات ويقول بعد الصلاة : « اللهم صل على محمد وآل محمد ، وابعث ثوابها إلى قبر فلان »
مكروهات الدفن
يكره نزول الأب في قبر ولده خوفاً من جزعه وفوات أجره ، بل إذا خيف من ذلك في سائر الأرحام أيضاً يكون مكروهاً ، بل قد يقال بكراهة نزول الأرحام مطلقاً إلا الزوج في قبر زوجته والمحرم في قبر محارمه.
يكره سدّ القبر بترب غير ترابه ،
ويكره تطيينه بغير ترابه ، فإنه ثقل على الميت ،
ويكره تجصيصه أو تطيينه لغير ضرورة ،
ويكره تجديد القبر بعد اندراسه إلا قبور الأنبياء والأوصياء والصلحاء والعلماء ، وتسنيمه والبناء عليه عدا قبور من ذكر،
ويكره الجلوس على القبر والمشي عليه من غير ضرورة
ويكره إنزال الميت في القبر بغتة من غير أن توضع الجنازة قريباً منه ثم ترفع وتوضع في دفعات كما مر.
ويكره رفع القبر عن الأرض أزيد من أربع أصابع مفرجات.